أول مسجد بُني في الإسلام بالمدينة، بل أول المسجد جُعل لعموم الناس في هذه الملة ولما حل ركاب النبي بالمدينة، كان أول نزوله بها في دار بني عمرو بن عوف وهي قباء كما تقدم فأقام بها – أكثر ما قيل: – اثنتين وعشرين ليلة، وقيل: ثماني عشرة ليلة.
وقيل: بضع عشرة ليلة.
وقال موسى بن عقة: ثلاث ليال والأشهر ما ذكره ابن إسحاق سيرة ابن هشام وغيره أنه عليه السلام أقام فيها بقباء من يوم الإثنين إلى يوم الجمعة، وقد أسس في هذه المدة المختلف في مقدارها مسجد قباء.
فمن ذلك تجميعه، صل الله عليه وسلم، بأصحابه الجمعة في اليوم الذي نزل فيه قباء في بني سالم في بطن واد لهم، وهي أول جمعة جمعها رسول الله، في الإسلام وخطبهم، وهي أول خطبة وكان رحل من قباه يريد المدينة فركب ناقته وأرخى زمامها، فكان لا يمر بدار من دور الأنصار إلا قالوا: هلم يا رسول الله إلـى العدد والعدة والمنعة، فيقول: خلوا سبيلها فإنها مأمورة، حتى انتهـى إلى موضع مسجده اليوم، فبركت على باب مسجده، وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين في حجر معاذ بن عفراء، وهما سهل وسهيل ابن عمرو من بني النجار، فلما بركت لم ينزل عنها، ثم وثبت فسارت غير بعيد ورسول الله واضع لها زمامها ولا يثنيها به، فالتفتت خلفها ثم رجعت إلى مبركها أول مرة فبركت فيه ووضعت جرانها، فنزل عنها رسول الله، واحتمل أبو أيـوب الأنصاري رحله، وسأل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن المربد فقال معاذ بن عفراء: هو ليتيمين لي وسأرضيهما من ثمنه، فأمر به رسول الله أن يبني مسجدًا، وأقام عند أبي أيوب حتى بنى مسجده ومساكنه.
وقيل أيضًا أن المسجد كان لبني النجار فيه نخل وحرث وقبور المشركين، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ثامنوني به، فقالوا: لا يبغي به إلا ما عند الله، وقاموا ببناء المسجد وكان قبله يصلي حيث أدركته الصلاة، وبناه هو والمهاجرون والأنصار، وهو الصحيح.
مسجد قباء.
المراجع:
الكامل في التاريخ لابن الأسير. البداية والنهاية.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
- التاريخ2023.04.02أول مسجد بُنيّ في الإسلام بالمدينة
- التاريخ2023.03.25أول من أظهر الإسلام بمكة
- التاريخ2023.03.25مولاة وحاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
- التاريخ2023.03.25اضطجع النبي في قبرها، وأثنى عليها خيرًا