![](https://elgomhornow.com/wp-content/uploads/2023/06/IMG-20230615-WA0031-1024x1024.jpg)
قال تعالى( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) إذا اعتقدت يا ابن ادم ان ابتلاء الله لك هو أن تصاب بالنقم والمصائب كفقر أو مرض فقط فأنت مخطئ ياعزيزي ولم تفهم حكمة الله تعالى في كونه وعدله بين خلقه.
فكل ابن ادم لابد له أن يُصاب بابتلاء يطهر الله به قلبه ويغفر له به ذنوبه ويصطفي به عباده الصالحين، وعندما يعتقد الإنسان أن عطاء الله له هو حبًا من الله له فأنه مخطئ لأنه رب ومن صفات ربوبيته العطاء لكل عباده العاصي والصالح فهو الحكم والعدل.
ولتعلم عزيزي أن ابتلاء النعم أشد وأقوى وأصعب من ابتلاء النقم فعندما يبتليك ربك بمرض فكل ما عليك هو الصبر والاحتساب والأخذ بأسباب الشفاء واذا ما ابتلاك بفقر فأنت تتجه إليه بالدعاء وتجتهد في العمل ليرزقك الله من فضله.
أما ابتلاء النعم فهو مرتبط بنفسك أنت وقدرتك على السيطرة عليها وتطويعك إياها وعدم الاغترار برزق الله لك ويقينك أنك في اختبار صعب ولست من المختارين المصطفين رضًا وحبًا من الله!! فالدنيا دار ابتلاء لكل الخلق يا عزيزي والنعيم الحقيقي ليس فيها وإنما هو الجزاء في الاخرة، ونتذكر معًا هنا قصة قارون وكيف أن الله أغدق عليه نعمه فاستخدمها في الكبر والتباهي والتفاخر وقال إنما أوتيته على علم عندي!!
فخسف الله به وبداره الأرض، وعندها أضاء الله بصيرة قومه الذين كانوا يعتقدون أنه منعم ومرزق وكانوا يحسدونه على ذلك ويبكون حالهم بأن عرفوا أن الله تعالى هو العادل وأن الفقر والغنى ابتلاء، وحمدوا الله تعالى أنهم لم يكونوا مكانه ولم يقعوا في ابتلائه.
فعندما يبتليك ربك بالنعمة فاحذر كل الحذر لأنها أشد أنواع الابتلاءات وبدلًا من أن تنفق مالك في سبيل الله قد تنهال على جمعه أكثر وتتعلق به أكثر وتنسى أنك في الأصل في اختبار.
فيا من ابتُليت بالنعمة أدي شكرها ولا تنسى فضل الله عليك وأعلم أن كلًا منا مبتلى وأن الحياة الدنيا دار امتحان لجميع خلقه وأن طريق الجنة والنعيم المقيم ليس يسيرًا إلى هذا الحد.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
مقالات2023.08.16فيلسوف العرب عبد الوهاب المسيري
أخبار مصر والعالم2023.08.05حريق هائل يلتهم مبنى وزارة الاوقاف الأثري بالقاهرة
مقالات2023.08.05كوارث صحية ومجاعة تهدد السودان
مقالات2023.07.20سر السعادة