عاصرت مصر مئات الملوك والرؤساء الذين خلدهم التاريخ على مر الزمان، لنتمعن صفحات التاريخ جيدًا من بين أيديهم ونرى ما الذي حدث في عصرهم، ومن بين هؤلاء هو الرئيس الراحل محمد أنور السادات، واحدًا من أهم رؤساء مصر في العصر الحديث، والذي على يداه تغيرت مجريات الأوضاع في مصر آنذاك، واستطاع أن يحدث فارقًا في عصره، وهنا في هذا التقرير سوف نسلط الضوء على بعض جوانب ما حدث وكيف تعامل مع هذه الأوضاع بسلاسة ويسر.
التحكم في زمام الأمور
أساليب ” السادات” في تعامل كانت تتسم بالحزم والذكاء، ومن الأشياء التي لا نستطيع أن نخفيها وتمت الأشارة لها في ففيلم المصري وهو( شهير وبهير وسمير) لتأتي جملة يا سادات ليه معلش كيلو اللحمة ب٦٠ قرش، فحقيقة هذا الأمر حدث بالفعل في عهد السادات، فعتزم رفع جزء من الدفع عام ١٩٧٧لترتفع بذلك الأسعار بطريقة جنونية لتحدث المظاهرات هذه، والذي أسماها ” بانتفاضة الحرامية” بسبب أعمال الشغب، ولكنه قام بإلغاء القرار لتزال الأسعار قائمة، فأصدر قرار منع الذبح لجميع الحيوانات لمدة شهر ليساعدوا الشعب بعدم شراء جميع أنواع اللحوم على مدار هذا الشهر، ويمر مفتش التموين للتأكد، ليمر الشهر وتعود الأسعار من جديد إلى سالف عهدها.
فطنة ودهاء
ومن الأمور التي قد تكون مجهولة لدى البعض في عهده وهو فطنته عند تعامل مع أثيوبيا، بشأن السدود التي كانت تشدها على مجري النيل، وعندما أعلمه بذلك جهاز المخابرات المصرية، لم يروقه الأمر حتى ذهب إليها ليستطلع حقيقة الأمر، وعندما كان نفي هو سبيلها، أرسل إلى أمريكا والأمم المتحدة فكانت الإجابة واحدة هو النفي بعدم وجود سدود، فما كان منه ألا أن يرسل ست طائرات منتزعة منها العلم المصري، لتخر السدود جميعًا أمام القوى المصرية، حتى أن أثيوبيا ثارت وأرسلت إلى المنظمات الدولية لتشتكي على مصر، فكان رد “السادات” ألم تبلغونا بعدم وجود سدود هناك، فكيف لنا أن نضرب شيئًا لا وجود له؟
خيانة عربية تأتي في المصلحة
وعند تقليب صفحات التاريخ تجد الدهشة تعتريك؛ عندما تعلم أن الملك حسين عاهل الأردن حينذاك، أبلغ “إسرائيل” ثلاث مرات بموعد حرب أكتوبر، لنرى أن برغم من هذه الخيانة للعرب، لم ينفع ذلك اليهود بشيء وهذا لهو مكنون خاص؛ فكان هذا بسبب ما يسير عليه ” السادات” من نهج جعل الإسرائيليين لم يصدقوا هذا الكلام المرسل، فبرغم من هذه التحذيرات الكثيرة التي تكررت في شهور من مايو، يوليو وسبتمبر من عام ١٩٧٣، كان الجيش مصري يسير على خطوط تمويه العدو، وإظهار مدى ضعف مصر وعدم رغبتها في الحرب بشتى الطرق، ليكسر الجيش المصري بذلك نظرية الجيش الذي لا يقهر.
ندم لا يفيد
لنعرف ما الذي ندم عليه ” السادات” علينا أن نرجع إلى بداية حكمه عندما أخرج جماعة الإخوان المسلمين من عقرهم، لنشهد قبل نهاية حكمه قرار الاعتقالات الجماعية، في ٥سبتمبر عام ١٩٨١ وخطابه عندما قال “أحذروا الجماعة”، بعد قرار الاعتقالات وعندما سافر إلى أمريكا وقال له مراسل هناك هل شاورت الولايات المتحدة في هذا الأمر، فما كان رده ما من شخصًا يحترم شعبه وكرامته يسمح بتدخل أي قوى في قرارات تخص بلاده، ليحل احتفال نصر أكتوبر الثامن على البلاد لتكون ذكرى ممزوجة باغتيال الرئيس الراحل السادات، ونصر أكتوبر، لتشير أصابع الاتهام إلى جماعة الإخوان، لينتهي عهد أهم رجل قاد مصر إلى غياهب النصر على عدوه الأزلي حتى الأن.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
- أخبار مصر والعالم2023.11.03وزير الصحة يستقبل السفير التركي لدى مصر لتعزيز سبل التعاون بين البلدين
- حوادث2023.10.31الشرطة تكشف عاطل يتاخذ من مسكنه ورشة لتصنيع الأسلحة النارية بأسيوط
- حوادث2023.10.26الشرطة تلقي القبض على شخصان بتهمة حيازة 21 مليون غير مشروع
- حوادث2023.10.18الشرطة تتمكن من ضبط فرد بالقاهرة عزم على الإتجار بالمستلزمات الطبية المخدرة