صُدَّرت الكثير من الأكاذيب إلى الدول العربية والإسلامية عن آل سعود أنهم أقاموا دولتهم على تطبيق تعاليم الدين الإسلامي، والحقيقة أنهم أقاموا دولتهم على الخيانة والضحية هو الشعب السعودي الشقيق؛ فعائلة آل سعود كانت أحد الأسباب الرئيسة لانهيار الخلافة الإسلامية وانقسام المسلمين إلى دول وشعوب.
فقد ادعى “الشريف حسين ابن علي” مؤسس الدولة السعودية أنه من بني هاشم أي أنه من نسل آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؛ كي يتمكن من جمع مناصرين له يساندونه وأبناءه في تحقيق أحلامهم السياسية في الانفصال على الخلافة الإسلامية العثمانية.
وبالفعل انخدع المسلمون بأكاذيبه في سوريا والعراق والحجاز والأردن وأعلنوا الحرب على الخلافة الإسلامية العثمانية فيما عُرف “بالثورة العربية الكبرى” عام 1916 أثناء الحرب العالمية الأولى وللأسف الشديد تمكن ذلك الكذاب من إنهاء النفوذ العثماني في الحجاز وسوريا والعراق والأردن.
وما زاد الأمور تعقيدًا هو هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى؛ فأصبح من الصعب استمرار الخلافة الإسلامية إلى أن أعلن “مصطفى كمال أتاتورك” إنهاء الخلافة الإسلامية العثمانية عام 1924.
وقد وصف “الشريف حسين ابن علي” الحرب على الخلافة الإسلامية العثمانية أنها استقلال للعرب عن العثمانيين، ولكن الأولوية الدينية في مثل هذه المواقف هي مساندة المسلمين لبعضهم البعض وليس مساندة أعداء المسلمين ضد المسلمين. فمهما اختلف المسلمون مع بعضهم البعض، يجب أن يقفوا جنبًا إلى جنب في وقت الحروب والأزمات مصداقًا لقوله تعالى “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا”. ولكن “الشريف حسين ابن علي” فضَّل مصالحه السياسية على مصلحة الإسلام والمسلمين وتحالف مع أعداء المسلمين ضد المسلمين.
وقِس على ذلك كل العوائل الحاكمة لدول الخليج العربي التي ينحدر نسلها من أبناء “الشريف حسين ابن علي” والتي هي أصلًا تُعتبر جزءً من دولة العراق قبل تقسيم الدول العربية إلى دول وشعوب، ولم تُقدم هذه الدول شيئًا للإسلام والمسلمين منذ نشأتها وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
فعلى افتراض أن هذه الدول لم يكن لديها اقتصاد قوي وقوة عسكرية قوية عند نشأتها، فهم الآن من أقوى الدول الاقتصادية والعسكرية في العالم.
ومع ذلك لم تقدم شيئًا للإسلام والمسلمين خاصة القضية الفلسطينية؛ لأن هذه الدول قامت – ببساطة شديدة – للدفاع عن المصالح الغربية وليست الإسلامية. ويظهر ذلك جليًا عندما حاول “صدام حسين” إعادة توحيد دولة العراق أثناء حكمه، حيث وقفت كل هذه الدول ضده بمساندة مصر والولايات المتحدة. ونستنتج من هذا كله أن عائلة آل سعود ليست خادمة للحرمين الشريفين، بل هي محتلة لهما فخادم الحرمين يقدِّم مصلحة المسلمين على مصلحته، وهذا ما لم تفعله عائلة آل سعود.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
- مقالات2024.04.19الفتور عن الطاعة بعد رمضان
- مقالات2024.04.15استمرار القيام بعد رمضان
- مقالات2024.04.07شياطين الإنس
- مقالات2024.03.24وأنا مالي