{وقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}
لماذا خص الله تعالى صفة نهر الوالدين في الآيات الكريمة بالذكر وشدد بالنهي عنها؟؟
إذا تفكرنا قليلًا نجد أن النهر هو في الأساس أسلوب تربوي يستخدمه الآباء والأمهات في تقويم أولادهم وتربيتهم وإصلاحهم بتوبيخهم على الأخطاء المتكررة وزجرهم عند التصرفات السيئة وهو حق خالص لهم استخدموه طوال فترة حضانتهم ورعايتهم لأولادهم وبطبيعة الحال سيكون من الصعب على أنفسهم بل من المستحيل تقبلهم فكرة تبديل الأدوار.
وهنا نتذكر معًا علامة من علامات يوم القيامة التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي {أن تلد الأمة} ربتها فهو الحبيب الذي لا ينطق عن الهوى بل يوحى إليه يطلعنا أنه في نهاية الزمان ستتبدل الأدوار بين الآباء والأبناء ويصبح الابن مربيًا لوالديه ناهرًا لهما وهذه علامة لتدني الأخلاق وانتشار العقوق في نهاية الزمان.
وإذا حدث ذلك فسيكون بمثابة فقدانهم للهيبة والاحترام وخيبة للأمل وكسر للخاطر الذي سيؤدي حتمًا للانهزام النفسي، والحزن الذي قد يؤدي للأمراض العضوية فكانت الآيات الكريمة هي الروشتة الروحية للحفاظ على الصحة النفسية للوالدين والنجاة من ذنب العقوق رعى الله والدينا جميعًا وألبسهما لباس الصحة والعافية.
{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
- مقالات2023.08.16فيلسوف العرب عبد الوهاب المسيري
- أخبار مصر والعالم2023.08.05حريق هائل يلتهم مبنى وزارة الاوقاف الأثري بالقاهرة
- مقالات2023.08.05كوارث صحية ومجاعة تهدد السودان
- مقالات2023.07.20سر السعادة