الشخير حالة عامة، وتقريبًا يتعرض كل واحد منا لحالات يصدر فيها شخيرًا ولو على فترات، وتظهر الدراسات أن واحدًا من بين كل أربعة أشخاص مصاب بالشخير بشكل اعتيادي.
قد تكون التهابات الأنف المزمنة مسؤولة عن الشخير المتقطع أو المستمر، والذي يجسد صراع الشخص النائم من أجل الحصول على الهواء وهو ما يمكن أن يتكرر لأكثر من 200 مرة في الليلة الواحدة ما يؤدي في النهاية إلى شعور الشخص الذي يعاني من مثل هذه الظروف بارهاق شديد عند الاستيقاظ، فضلًا عن ازعاجه الشديد لمن يشاركه النوم في السرير أو في الغرفة.
الشخير مزعج للغاية للآخرين، كما أنه مؤلم نفسيًا وبدنيًا للمصاب به، وقد يكون الشخير القوي مؤشرًا لوجود ضيق مرضي في مجرى الهواء أثناء النوم، وهو ما يعد أحد الأمور الخطيرة وربما المهددة للحياة، وعادةً ما ترتبط هذه الحالة بالضغط المرتفع والأزمات القلبية.
وتعد ظاهرة الشخير في 10% من حالاتها دليلًا على وجود انسداد كلي أو جزئي في مجرى الهواء داخل الأنف أثناء النوم، وما يسبب كل هذه الضوضاء والازعاج هو محاولة الشخص النائم الحصول على كفايته من الهواء خوفًا من الاختناق.
إنها مشكلة قد تهدد الحياة بالفعل، كما أنها قد تسبب الشعور بالاحباط والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب، ومن ثم فقد تؤدي إلى الإصابة ببعض أمراض القلب التي لا علاج لها، ومن الناحية الاجتماعية يتسبب شخير أحد الزوجين أثناء النوم في العديد من المشكلات والمتاعب التي قد تصل بالأمور إلى الطلاق، أو على الأقل طلب مغادرة غرفة النوم والبقاء خارجها.
يمثل الشخير أثناء النوم خطرًا حقيقيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، على حياة من يعانون منه، ويفسر الأطباء سبب حدوث هذه الظاهرة بأنه عندما نخلد للنوم يحدث نوع من الاسترخاء لعضلات الفم والحلق وهو ما ينتج عنه ضيق في الممرات الهوائية الضيقة أصلًا، وتوجد طائفة من الاحتمالات التي يمكن أن تتسبب في حدوث الانسدادات، نذكر منها التهاب الأنف أو الحلق، تضخم الغدد أو اللوزتين أو كبر حجمهما الطبيعي.
كذلك يمكن أن ينجم مثل هذا الانسداد عن عيب خلقي في وضع الفك، أو تراكم الدهون حول الممرات الهوائية، ويفسر الأطباء صدور صوت الشخير بأنه ناتج عن اهتزاز وتصادم أنسجة الحلق والفم بسبب اندفاع الهواء بعنف خلال المجرى الضيق والمسدود جزئيًا.
وعلى الرغم من أنه يمكن لأي شخص أن يتعرض لمشكلة الشخير إلا أن النسبة عند الرجال ترتفع للضعف مقارنةً بها عند النساء، كما أن فرص الإصابة بالشخير أثناء النوم تتزايد مع التقدم في العمر وزيادة الوزن، كما تتأثر بحجم الرقبة، وعلى الرغم من أننا كثيرًا ما نلجأ إلى التعاطي مع ظاهرة الشخير من خلال الدعابة والتعليقات الساخرة، إلا أن هذه الظاهرة المزعجة تحتاج منا لأكثر من ذلك، بل يمكن اعتبارها “صرخة تحذير” يطلقها الجسم من أجل تصحيح إحدى أو بعض الممارسات الخاطئة التي يتعرض لها.
وسواء كنا نعاني من الشخير أو كنا نتعرض للازعاج بسبب شخير من يشاركنا غرفة النوم فإنه ينبغي علينا ألا نستسلم لليأس أبدًا، إذ توجد مجموعة من الطرق والأساليب البسيطة والفعالة التي يمكننا من خلالها معالجة هذه المشكلة، كما نستطيع أن نختار الطريقة التي نعتقد بأنها ستنجح معنا بشكل خاص.
عن الكاتب
موضوعات الكاتب
- مقالات2024.04.19وضعية النوم وتأثيرها على الصحة
- مقالات2024.02.25كيف ننشأ طفلة واثقة بنفسها؟
- مقالات2024.02.09أمور هامة يجب تجنبها عند الخلافات الزوجية
- مقالات2024.01.04كيفية تدريس طفل لديه فرط حركة وتشتت