انتهت أيام الفترة الأولى بالقضاء على أهناسيا وتأسيس الأسرة الحادية عشر في الجنوب ولكن أحد وزراء ملوك طيبة وكان يسمى امنمحات أسس بيتًا جديدًا ونقل عاصمة الملك من طيبة إلى الشمال في مكان على مقربة من العاصمة القديمة منف وكان ملك من أعظم الملوك الذين جلسوا على عرش مصر حيث أصلح أمورها وحارب كل من قاومه ولكن حياته انتهت بمأساة حيث ذهب ضحية مؤامرة وتم اغتياله في القصر وفي حجرة نومه
. يرى البعض أن امنمحات لم يقل هذه النصائح بعد حادث الاعتداء عليه وإنما هو عمل أدبي قيل عن لسانه وكأنه أتى يسدي النصيحة لابنه من العالم الآخر ورأي آخر بأن الملك امنمحات عاش وأشرك ابنه معه في الحكم وفي هذه البردية نجد نصائح تحذير ممن يخونون العهد ويقابلون الإحسان بالإساءة وبعض فقراتها عبارة عن:
“ولا تقرب مرؤسيك إليك كثيرًا لئلا يحدث من الأذى ما لم تعمل له حسابًا لا تقربهم وأنت بمفردك لا تملأ قلبك بأخ ولا تثق في صديق لا تكون لنفسك أصفياء فلن يكون من وراء ذلك تحقيق أمر وحتى عندما تنام اجعل من نفسك حارسًا على نفسك لأنه لا أتباع لأحد في يوم الأسى لقد أعطيت الفقير وربيت اليتيم وجعلت من كان لا شيء يصل إلى غرضه مثل ذلك الذي كان شيئًا مذكورًا وأن الذي أكل طعامي هو الذي حرض الجنود ضدي وذلك الذي مددت له يدي هو نفسه الذي استهان بهما في إحداث الفزع”.
ويستمر امنمحات في حديثه إلى أن يأتي إلى وصف ما حدث له في أسلوب أدبي ممتاز:
“كان ذلك بعد طعام العشاء عندما حل المساء وكنت قد خلوت إلى ساعة راحة مستلقيًا على فراشي لأني كنت متعب وكان قلبي قد أخذ يشتاق إلى النوم ولكن الأسلحة التي كان يتحتم عليها أن تقف إلى جانبي شرعوها ضدي وأصبحت كمن تهدم وأصبح ترابًا أو كحية من حيات الصحراء واستيقظت على صوت القتال ولما أفقت لنفسي وجدت أنه كان اشتباكًا بين الحراس ولو كنت أسرعت وسلاحي في يدي لجعلت الجبناء يتفرقون في ظلام الليل ولا يمكن للإنسان أن يحارب وهو وحيد ولا يمكن أن يحدث النجاح لإنسان دون أن يكون هناك من يحميه”.