لم تقتصر عبادة المعبود سيرابيس في عهد البطالمة على مصر فقط ولكن تعدت إلى مدن حوض البحر المتوسط ومن ضمنها مدينة لبدة حيث تم عبادة المعبود سيرابيس في هيئة المعبود أبوللو والمعبود هاديس والمعبود بلوتو.
يقع معبد المعبود سيرابيس عند ملتقى أحد الشوارع العرضية الفرعية مع الشارع الطولي الفرعي المؤدي إلى المسرح ومن خلال مجموعة من التماثيل والكتابات التي عُثر عليها في هذا المعبد يمكننا القول أن المعبد تم بناءه خلال القرن الثاني الميلادي وخصوصًا خلال عهد الإمبراطور ماركوس أويليوس وأُقيم لعبادة المعبود سيرابيس والمعبودة إيزيس.
تم تأسيس العديد من مراكز العبادة لهذا المعبود في أنحاء الإمبراطورية الرومانية ومنها معبد لبدة ومعبد في صبراتة ومعبد آخر في قورينة وشُيد معبد لبدة على الطراز الروماني حيث يقف على منصة podium مع درجات سلم في مقدمة المعبد تؤدي إلى الهيكل الموجود في الجزء الخلفي من المعبد وغُطيت جدران الهيكل بالرخام الأبيض ونجد مذبح القرايين في مكانه الأصلي أمام المعبد وخلف الحجرة المقدسة نجد حجرات التخزين والتي يتم حفظ فيها التقدمات المختلفة للمعبد.
تعرض المعبد للهدم والتدمير من السكان المسيحيين وذلك في عام 397م وذلك بعد تدمير معبد السرابيوم بالإسكندرية في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الأول وخاصةً أن معظم النقوش التي وُجدت في هذا المعبد اقتصرت على اللغة اليونانية وأيضًا أسماء مؤسس هذا المعبد ومن المحتمل أن جالية من الإسكندرية هي من قامت ببناء هذا المعبد.
المرجع:
آثار العالم العربي في العصرين اليوناني والروماني- عزت زكي حامد قادوس