تقع كوم أوشيم عند مدخل الفيوم على بعد 30 كم إلى الشمال من مدينة الفيوم في نقطة التقاء الطريق الصحراوي من القاهرة بأرض المنخفض الـزراعية، وعلى بعد 60 كم إلى الجنوب الغربي من مدينة الجيزة.
وتضم كوم أوشيم بقايا مدينة كرانيس التي ترجع نشأتها إلى العصر البطلمي والتي ضمت معبـدين أحدهما في الجهة الجنوبية، وكُرس لعبادة المعبود «سوبك» في صورة بنيفيروس وآلهة أخـرى وقد شيد هذا المعبد الإمبراطـور «نيرون»، ورممه كومودس وهـو مُشـيد مـن الحـجـر الجيري، ويتكون مـن صرح يؤدي إلى ثلاث صالات تنتهي بقدس الأقداس.
أما المعبـد الثاني فيقع في الجهة الشمالية للمنطقة وقد خُصـص لعبادة المعبود «سـوبك» أيضًا كما ورد ذكر سرابيس وزيـوس وآمـون، ويشبـه هذا المعبد في تصميمه المعبد الجنوبي.
تضم كوم أوشيـم إلى جانب المعابد مجمـوعة من الأحياء السكنيـة بُنيت منازلها من الطوب اللبن ولها سقف مقبي وتتميز المساكن بجدرانها المزخرفة بالرسومات الجميلة، والمزودة بنـوافذ وسلالم ومطابخ وحظائر ويتكون من طابق أو اثنين وقد عُثر بها على عدد كبير من الآثار، أما الجبانة فتقع في جهة الغرب وهي ترجع إلى العصر اليوناني الروماني.
وقد أسفرت حفائر هيئة الآثـار موسم 1991م عن وجود مقابر من العصر القبطي وعُثر في كوم أوشيـم على عدد 5 آلاف بردية وقطعـة لخاف تعد من أهم الوثائق لدراسـة اقتصاد مصر الرومانية وخاصةً ما يتعلق بالضرائب، وتخص بالذكر سـجـلات أورولوس إيـزدورس، وقد نتج عن الحفائر المتعددة، التي قامت بها جامعة متشيجـان الأمريكية (1934م- 1935م)، الكشف عن عدد كبير من الأواني الفخارية والزجاجية وعدد هائل من العملات البرونزية والفضية والذهبيـة والتي يرجع أحدثها إلى عصر هيراكليس، هـذا بالإضافة إلى عدد مـن قطع اللخـاف والبرديات اليونانية واللاتينية والقبطية والعربية.
وفي عام 1968م بدأت كلية الآداب جامعة القاهرة حفائرها في كـوم أوشيم فكشفت عن مسـاكن وعن حمام رومـاني بشمال المنطقة وهـو مشيد من الطوب الأحمر، ولم يتبقَ منه سوى ثلاث حـجـرات مغطاة بطبقة من الجص عليها آثار زخارف نباتية وهندسية.
المرجع:
حضارة مصر القديمة وآثارها- عبد العزيز صالح