![](https://elgomhornow.com/wp-content/uploads/2023/03/20230304_144141-1024x1024.jpg)
مدينة بوتو كانت أول عاصمة لأول دولة منظمة في مصر السفلى قبل قيام مملكة الجنوب ثم توحيد القطرين على يد الملك نعرمر عام 3200 قبل الميلاد وموقع مدينة بوتو الحالي قرب مدينة دسوق في شمال الدلتا ويُطلق على المنطقة اسم تل الفراعين.
كانت مدينة بوتو عاصمة للوجه البحري قبل عصر التوحيد واختصتها مصادر العصور التاريخية في مصر القديمة بحضانة الطفل حورس الذي وضعته أمه إيزيس زوجة أوزوريس بتلك الجزيرة المجاورة لها “أخبيت” في أحراش الدلتا ليكون تحت رعاية وحماية الآلهة واجت ربة مدينة بوتو ليكون بعيدًا عن بطش عمه ست.
مدينة بوتو كانت عاصمة مصر في عصر ما قبل الأسرات وكانت تُعتبر المصدر الوحيد لإضفاء شرعية الحكم لملوك مصر حيث كان عليهم الذهاب إلى بوتو لتقديم القرابين للإلهة واجت ربة المدينة ومانحة السلطة وتحتوي على جبانة بوتو العظيمة التي وُجد بداخلها آلاف التوابيت البرميلية الشكل والآدمية أيضًا وهذه التماثيل كانت أشكالها غاية في الندرة منقوش عليها كتابات توضح طقوس دفن الموتى عند المصريين القدماء بالإضافة إلى مجموعة تمائم وحلي أما منطقة المعابد التي تمتد لمساحة 9 آلاف متر مربع لم يُكتشف من معابدها سوى معبد الإلهة واجت بينما تؤكد الكتابات الأثرية أن هناك معابد للإلهة إيزيس والإله حور وآلهة آخرين.
أهم الآثار المكتشفة بمدينة بوتو:
1- تمثالان على هيئة أبو الهول من البازلت يعودان إلى الأسرة الـ 29
2- تمثال للإله حورس الصقر من أروع التماثيل التي اكتُشفت بمصر حتى الآن.
3- تمثال مزدوج من الجرانيت الوردي للملك رمسيس الثاني والإله سخمت.
4- لوحة من الجرانيت الأسود تعود لعصر الملك تحتمس الثالث من عصر الأسرة الـ 18.
5- لوحة تعود لعصر الملك تحتمس الثالث وأعلى اللوحة منظر يمثل الملك تحتمس الثالث راكعًا يسكب الماء المقدس ويقدم القرابين.
6- لوحة من الجرانيت الوردي تعود لعصر الملك شاشانق الأول.
7- تمثال الكاهن قابع ممسكًا بيده اليسرى إحدى نباتات الدلتا “الخس” رمزًا للخصوبة وأمام ساقي الكاهن الثالوث المقدس أوزوريس في الوسط كتمثال صغير يقف على قاعدة فوق قدمي الكاهن وعلى يمينه حورس وعلى يساره إيزيس.
8- تمثال للملك نايف عاورد نفرتيس الأول من الأسرة الـ 29.
9- تمثال من الجرانيت الأسود والمصقول للإله حورس الصقر وقد أبدع الفنان في إظهار أدق تفاصيل الطائر.
معبد وادجيت:
معبد وادجيت يقع على مساحة ألف متر مربع تقريبًا وهو مُحاط بسور من الطين اللبن ويعود لعصر ما قبل الأسرات لكن في العصور التالية حدثت للمعبد عدة إضافات ويحتوي المعبد على بئرين لا يزالان يمتلئان بالمياه حتى الآن وكانا البئرين يُستخدمان في التطهير لمقدمي القرابين على المعبد إلى جانب عدد من التماثيل أهمها تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني يرجع لعصر الدولة الحديثة الأسرة الـ 19 والتمثال الوحيد للإله حور “حورس” االذي يذكرنا بأسطورة إيزيس وأوزوريس ومجموعة من اللوحات النادرة أهمها لوحة تصور الملك تحتمس الثالث وهو يقدم القرابين للإلهة واجت يعود لعصر الأسرة الـ 18 وهذه اللوحة تثبت أن تل الفراعين هي بوتو القديمة حيث كانت هناك شكوك في ذلك وبدأ عالم الآثار الإنجليزي “بتري” في عمل مسح شامل للمنطقة عام 1898م حتى عام 1910م لإثبات أن منطقة تل الفراعين هي مدينة بوتو القديمة.
استكملت بعثة الآثار الإنجليزية العمل في المسح الشامل واكتشفت بئري المياه بالمعبد ثم قامت بعثة هيئة الآثار في عام 1982م بالعمل في منطقة المعبد بالاشتراك مع بعثة قسم الآثار والتاريخ القديم بآداب طنطا ونجحت في اكتشاف العديد من القطع الأثرية والكتابات الهيروغليفية التي تثبت أن بوتو هي عاصمة مصر السياسية في عصر ما قبل الأسرات وكانت تنقسم إلى مملكتين هما مملكة الشمال وعاصمتها بوتو ومملكة الجنوب وعاصمتها نخن.
المرجع:
أقاليم مصر الفرعونية- محمد علي