المل نارمر أو مينا أو نعرمر هو أول ملوك الأسرة الأولى وقام بتوحيد البلاد وأسس عاصمة جديدة وسماها إنب حج أي الجدار الأبيض ثم بعد ذلك أصبح اسمها من نفر أي ثابت وجميل وتحرف الاسم بعد دخول العرب مصر وأصبحت مدينة منف.
عثر على لوحة نعرمر أو صلاية نعرمر العالم البريطاني كويبل في هيراكونبوليس بالقرب من إدفو وهي من حجر الشيست الأخضر وتُعتبر هذه اللوحة من أول اللوحات التاريخية وكُتبت هذه اللوحة في عهد الملك نعرمر الذي وحد الوجهين المصريين وهما الوجه الجنوبي تا-شمعو أي أرض الجنوب والوجه الشمالي تا-محو أي أرض الشمال وكون بذلك أول دولة تحكم مركزيًا من منف في التاريخ.
الوجه الأول للوحة نعرمر:
في أعلى اللوحة نجد وجهان لامرأة لها أذني بقرة وهي الإلهة مبات وسُميت حتحور بعد ذلك وبين الوجهين نجد واجهة القصر ونقش بداخله اسم نعرمر وفي الأسفل نجد الملك مصور بحجم كبير يلبس تاج مصر العليا الأبيض ويمسك بيده سلاحه ليضرب به أحد أعدائه الشماليين وخلف الملك حامل صندل الملك ومعه وعاء من الماء وأمام الملك نجد الإله حورس في هيئة الصقر وهو يقدم للملك رأس أسير وجسمه عبارة عن علامة الأرض عند المصريين القدماء ويخرج منها نبات البردي أي دليل على أنها أرض الشمال ومعنى ذلك أن حورس يقدم للملك أرض الدلتا ليحكمها ويبسط عليها نفوذه ونجد في أسفل اللوحة اثنان من الأعداء يهربان وبجوار كل منهما اسم مقاطعته بوتو وسايس وكل منهما ينظر ورائه دليلًا على قوة ما يهربان منه وبجوارهما رسمًا لحصنهما الذي استولى عليه نارمر.
الوجه الثاني من لوحة نعرمر:
نجد في أعلى اللوحة نفس وجهي المعبودة بات وبينهما السرخ وأسفلها منظر يصور انتهاء الحرب ويتجه الملك في موكب لمدينة بوتو المقدسة وهو مرتديًا تاج الدلتا التاج الأحمر وأمامه كبير وزرائه وفوقه كلمة سات يعني وزير وأمام الوزير حملة الأعلام ومن هنا تكون مصر القديمة أول من يكون حكومة مركزية في التاريخ حيث يرجع تاريخ تلك اللوحة وهذا الحدث إلى 3100 سنة قبل الميلاد وعلى أقصى اليمين مجموعة من الأسرى مقطوعة رقابهم وموضوعة بين أقدامهم ما عدا اثنين وذلك تمييزًا لهما ويُعتقد أنهما قائدين من الشمال وأسفل هذا المشهد صورة لحيوانين خرافيين متشابكة أعناقهم ليشكلوا بؤرة الصلاية لطحن كحل الملك وفي نهاية اللوحة نجد الملك نعرمر مُصورًا على هيئة ثور دليلًا على قوته وهو يدمر أحد حصون الأعداء.
المرجع:
حضارة مصر القديمة وآثارها- عبد العزيز صالح