كان بعض المصريين يقدسون الأسماك ويعتقدون أنها روح طيبة من أرواح الماء يينما يعتبرها البعض الآخر غير طاهرة وكانوا المصريين لا يأكلون أي نوع من الأسماك في مقاطعة البهنسا وغيرها من المقاطعات وكان الكهنة مُحرم عليهم أكل السمك ويعتبرون لحمه نجس ويحرمونه أمام أبواب منازلهم في اليوم التاسع من الشهر الأول من السنة الزراعية والمعروفة باسم السنة القبطية في حين أن كل مصري كان يتحتم عليه أن يأكل سمكًا مشويًا أمام منزله وذلك طبقًا للعقيدة الدينية.
ذكر هيرودوت أن العمال كان يُوزع عليهم كمية من السمك يبلغ وزنها 91 جرام وفي متون الأهرام كان القوم يتجنبون نقش العلامات التي تشمل السمك وجاء في فصل التعاويذ السحرية من كتاب الموتى أنه لا يحق أن يتلوه إلا رجل طاهر لم يكن أكل لحمًا أو سمكًا.
جاء أيضًا في بردية سالييه أن أكل السمك كان مُحرمًا في بعض أيام خاصة من السنة ولعلهم أرادوا إفساح المجال ليتكاثر السمك في النيل حيث تقل الأسماك وقت انخفاض الماء ووُرد في أحد المتون نص يقول: “لا تأكل السمك في هذا اليوم حيث فيه الكفرة يصيرون سمكًا في الماء” وذلك في يوم 22 توت و28 كيهك و25 برمودة وفي 29 كيهك يُنصح بطرد العامة الذين أكلوا سمك من المعابد.
ومنع السمك الذي حرمه الناس من أحد الأطعمة الرئيسية لم يكن يتحتم على الجميع اتباعه وأغلب الظن أنه يشبه إلى حد كبير ما هو مُتبع عند المسيحيين الشرقيين في الوقت الحالي عندما يحرمون أكل السمك في بعض الأعياد الدينية لأنهم يعتبرونه نوع من أنواع اللحوم ويأكلونه في الأعياد الأخرى.
المرجع:
موسوعة الحضارة المصرية القديمة- سمير أديب