لقد ارتبط تأسيس الأسرة الأولى بثلاثة أسماء ملكية وهي: نعرمر عحا منا: ودارت حولها مناقشات تاريخية حديثة معقدة يكفينا ذكر رأيين.
أولها الرأي القائل بأن هذه الأسماء الثلاثة قد أُطلقت على ملك واحد بدأ حكمه باسم (نعرمر) ثم تلقب بلقب “عحا” أي المحارب اعتزازًا بجهوده الحربية في توطيد ملكه، كما تلقب أخيرًا بلقب “منا” بمعنى الراعي أو المثبت، إشارة إلى نجاحه في تثبيت ورعاية وحدة البلاد.
أما أصحاب الرأي الآخر فقد اعتبروا أن الاسمين نعرمر ومينا هما لملك واحد وتبعه على العرش ابنه “عحا” الذي أكمل جهوده الحربية على أية حال فقد اعتبروا الملك منا بمثابة أول ملوك الأسرة الأولى التي حكمت قرابة مائتي وخمسين عامًا شهرته بعد العثور على بعض آثاره الهامة في هيراكونبوليس وأبيدوس، والتي كان من أشهرها لوحته الشهيرة والموجودة الآن بالمتحف المصري.
وإلى جانب توحيده للقطرين، فقد أرسل البعثات إلى محاجر الصحراء الشرقية بين قفط والقصير، كما تحدث عنه هيرودوت فذكر أنه أقام السدود حول مجرى نهر النيل ليتمكن من تخطيط قلعة عند رأس الدلتا سُميت “بالجدار الأبيض”، ولتكون نواة لعاصمة استمرت عشرة قرون وعُرفت باسم “من نفر” والتي حُرفت إلى منف ويُطلق عليها اليوم “ميت رهينة”.
كما أشار إليه مانيتون ذاكرًا أنه قد نعم بحكم طويل بلغ ٦٢ عامًا، وأن نهر قد أنهى على حياته.
المرجع: تاريخ مصر القديمة ـ فتحي عفيفي